عد الكثير من الباحثين والمختصين بالشأن الإسلامي "سيد قطب" بأنه المرجعية الدينية (اللاهوتية) الأولى في تشكل الجماعات الإسلامية الراديكالية، وأنه ثدي التطرف، ومهندس ديكور العنف الأصولي في العالم العربي المعاصر، وأرجع إليه المفقس الذي خرجت منه التنظيمات الراديكالية من جماعة التكفير والهجرة مروراً بالفنية العسكرية والأفغان العرب وتنظيم القاعدة وداعش، وهذا محل جدل فكري وفلسفي حول مرجعيات العنف في العالم العربي، ومن الصعب جداً نسب الإرهاب لسيد قطب كما من السهل جداً مسك خيط علاقة العنف الأصولي بسيد قطب، كيف لا وهو سيد التناقض، سيد الجدل، سيد الفتاوى، ولن نُصرح أكثر، لا نريد أن نتهكم قدر ما نصبو لبحث علمي نأمل أن نكون قد أنصفنا سيد قطب أو أنفسنا قبله، وهذا هو ديدن الباحث الحيادي.
لا شك أن "سيد قطب" اليوم يعيش في محنة وهو في قبره، مثلما عاشها في منزله، وسجنه، وهذه المحنة لم تنجيه من المحاكمة القولية في البحوث والدراسات حول فكره وفقهه، فهو الوحيد الذي - ربما - ظلمه أنصاره قبل وأكثر من خصومه، ونُسب إليه ما لم يغترف أو يعترف، لهذا كان "سيد قطب" هنا.